هي منشآت هندسية متخصصة تُصمم لمعالجة المياه الخام (سواء من الأنهار، البحيرات، أو الآبار) وتحويلها إلى مياه نظيفة وصالحة للشرب. تُعالج هذه المحطات المياه من خلال عدة مراحل لضمان تلبية المعايير العالمية للجودة.

مرحلة المأخذ:
يتم سحب المياه من المصدر سواء من الآبار الجوفية المالحة أو من البحر باستخدام أنظمة متطورة تضمن الحفاظ على البيئة. يتم تنفيذ هذه العملية وفقًا للمعايير العالمية مثل الكود المصري والكود الأمريكي لضمان كفاءة التشغيل وحماية الموارد الطبيعية.

المرحلة الثانية - إزالة المواد الصلبة الكبيرة:
تمر المياه المالحة عبر فلاتر خاصة مصممة لإزالة الشوائب العالقة مثل الرمال، الطمي، والأجسام الصلبة الأخرى التي قد تؤثر على كفاءة العمليات اللاحقة. تستخدم هذه الفلاتر تقنيات مختلفة مثل المصافي الخشنة (Screening) والترشيح الرملي، حيث تعمل على تقليل الحمل على وحدات المعالجة اللاحقة مثل الأغشية في التناضح العكسي. تعتمد هذه المرحلة على معايير عالمية لضمان حماية المعدات من التلف، وتقليل استهلاك الطاقة والمواد الكيميائية في المراحل التالية من التحلية.

المرحلة الثالثة - المعالجة الكيميائية: تنقسم الي قسمين قسم الترويب وقسم التنديف:-
- الترويب (Coagulation): يتم إضافة المواد الكيميائية إلى المياه، مما يؤدي إلى تعديل الشحنات الكهربائية للجزيئات الدقيقة، مما يساعد على التصاقها ببعضها البعض.
- التنديف (Flocculation): بعد الترويب، يتم تقليب المياه ببطء لتحفيز التصاق الجزيئات الصغيرة وتكوين تكتلات أكبر تعرف باسم "الندف" (Flocs)، والتي تصبح ثقيلة كفاية للترسيب في المراحل التالية.

تساهم هذه العملية في إزالة الشوائب مثل الطمي، البكتيريا، والمعادن الثقيلة، مما يساعد في تحسين جودة المياه قبل انتقالها إلى مرحلة الترسيب والترشيح.

المرحلة الرابعة - الترسيب:
يتم نقل المياه إلى أحواض مخصصة حيث تُترك لفترة معينة لتستقر الجسيمات الثقيلة والمتكتلات في القاع بفعل الجاذبية. تُصمم هذه الأحواض بطريقة تسمح بتدفق المياه ببطء لضمان كفاءة الترسيب، مما يساعد على إزالة نسبة كبيرة من الشوائب العالقة قبل انتقال المياه إلى مرحلة الترشيح لاستكمال عملية التنقية.

المرحلة الخامسة - الترشيح:
تُمرر المياه عبر مرشحات متعددة الطبقات تتكون عادةً من الرمل، الحصى، والفحم النشط، حيث تعمل هذه الوسائط على إزالة الجزيئات الدقيقة المتبقية بعد مرحلة الترسيب. تعتمد كفاءة الترشيح على نوع وحجم طبقات المرشح وسرعة تدفق المياه. تساعد هذه العملية في التخلص من المواد العالقة، الطحالب، والبكتيريا، مما يساهم في تحسين جودة المياه قبل الانتقال إلى مرحلة التعقيم. يتم تنظيف المرشحات دوريًا من خلال عملية الغسيل العكسي للحفاظ على كفاءتها التشغيلية.

المرحلة السادسة - التعقيم:
يتم القضاء على البكتيريا والفيروسات لضمان سلامة المياه قبل توزيعها للمستهلكين. يتم ذلك من خلال إضافة الكلور، وهو أكثر المواد استخدامًا لفعاليته في قتل الميكروبات واستمرار تأثيره في شبكات التوزيع، أو باستخدام الأشعة فوق البنفسجية (UV)، التي تعطل الحمض النووي للكائنات الدقيقة دون الحاجة إلى إضافة مواد كيميائية. في بعض الأنظمة، يمكن استخدام الأوزون كبديل لتعقيم المياه بفعالية عالية. تضمن هذه المرحلة التزام المياه بالمعايير الصحية العالمية وجاهزيتها للاستهلاك البشري.

المرحلة السابعة - احواض التجفيف :
التي تُعتبر امتدادًا للمرحلة الثالثة (المعالجة الكيميائية)، يتم نقل الرواسب والمواد الصلبة التي تم إزالتها خلال عمليات الترويب والتنديف والترسيب إلى أحواض خاصة للتجفيف. تُترك هذه المواد في الأحواض لفترة محددة حتى يتم فصل المياه عنها تدريجيًا عبر التبخر أو التسرب، مما يؤدي إلى تكوين مواد صلبة يمكن التخلص منها بسهولة أو إعادة استخدامها في بعض التطبيقات البيئية. تساعد هذه المرحلة في تقليل حجم المخلفات وتحسين كفاءة تشغيل المحطة من خلال إدارة النفايات بطريقة آمنة وصديقة للبيئة.

توفير مياه صالحة للشرب:
ضمن هذه المحطات إمداد المجتمعات بالمياه النقية اللازمة للشرب والطهي والاستخدامات المنزلية، مما يحسن الصحة العامة ويقلل من الاعتماد على مصادر غير آمنة.

الحد من الأمراض:
تساعد في القضاء على البكتيريا والفيروسات والملوثات الكيميائية التي قد تسبب أمراضًا مثل الكوليرا والتيفوئيد والتسمم المعدي، مما يساهم في تحسين الصحة العامة وتقليل التكاليف العلاجية.

تحسين جودة الحياة:
تسهم في دعم التنمية الصحية والاقتصادية من خلال توفير مياه نظيفة تضمن بيئة صحية للمجتمعات، كما تعزز الإنتاجية في مختلف القطاعات مثل التعليم والصناعة والزراعة، مما ينعكس إيجابًا على النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.